أنت هنا

ما المقصود بالعنف القائم على النوع الاجتماعي؟

في حين أن العنف القائم على النوع الاجتماعي يُفضي إلى إنهاك صحة الناجيات منه والإضرار بكرامتهن وأمنهن واستقلالهن، غير أنه يظل مستترًا نتيجة لثقافة الصمت. ويمكن أن تمتد الأضرار التي تتعرض لها الناجيات إلى صحتهن الجنسية والإنجابية، بما يشمل الحمل القسري أو غير المرغوب فيه، والإجهاض غير الآمن، وحالات الناسور المؤلمة، والعدوى المنقولة جنسيًا كفيروس نقص المناعة البشرية المعروف بالإيدز، أو حتى الوفاة.

ويشير مصطلح العنف القائم على النوع الاجتماعي إلى العنف الذي يتعرض له شخص ما نتيجة نوعه الاجتماعي ويكون نابعًا من العلاقات غير متكافئة القوة بين الرجل والمرأة. وبينما يمكن لهذا النوع من العنف أن يتعرض له الرجال والفتيان، غير أنه عادةً ما يكون موجهًا للنساء والفتيات بسبب الأعراف الاجتماعية والمعتقدات التي ترسخ فكرة أن الوضع الاجتماعي للمرأة يأتي في المرتبة الثانية بعد الرجل. ويقع العنف القائم على النوع الاجتماعي خلال أوقات السلم، وأثناء النزاعات المسلحة وما بعدها، وخلال الكوارث الطبيعية.

وهناك بعض العوامل التي تزيد من احتمالية التعرض لهذا النوع من العنف مثل العمر، ووضع النزوح، وحالات الإعاقة، والميل الجنسي، إلخ. ولا شك أن ممارسات العنف القائم على النوع الاجتماعي تنتهك العديد من حقوق الإنسان العالمية التي تحميها الصكوك والاتفاقيات الدولية.

المصطلحات المماثلة:

اعتدنا على مر السنوات أن نستخدم العديد من المصطلحات الأخرى بالتناوب مع مصطلح العنف القائم على النوع الاجتماعي – على سبيل المثال لا الحصر– العنف ضد المرأة، والعنف الجنسي القائم على النوع الاجتماعي، والعنف ضد الأطفال، والاستغلال والانتهاك الجنسيين.

الأوضاع الإنسانية:

لا شك أن الأزمات الإنسانية وما لها من تأثيرات على النوع الاجتماعي والأسرة تؤدي إلى تفاقم العنف القائم على النوع الاجتماعي بجميع صوره وأشكاله، والتي تشمل العنف الجنسي وعنف الشريك الحميم وممارسات تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية (الختان) وزواج الأطفال.

ويحتمل أن تتعرض مؤسسات ونظم الحماية المادية والاجتماعية للإنهاك أو حتى الشلل التام خلال الأوضاع الإنسانية مثل النزاعات المسلحة أو الكوارث الطبيعية أو طوارئ الصحة العامة كوباء فيروس كوفيد-19. وكثيرًا ما تتعطل خدمات الشرطة والعدالة والتعليم وغيرها من الخدمات الاجتماعية خلال تلك الأوضاع، ويفرالعديد من الأشخاص في من هذه المناطق، فيما يجد هؤلاء الذين يمكثون بها أنفسهم غير قادرين على العمل أو لا يملكون حرية العمل في كثير من الأحيان.

وفي الوقت الحالي تشكل الدول العربية موطنًا لعدد من أشد الأزمات الإنسانية فتكًا في تاريخ البشرية.

والآن وقد انضم وباء عالمي إلى ما سبق، فإن الوضع يزداد سوءًا على مستوى العالم والمنطقة، وهو ما ينعكس في الإحصائيات التي تشير إلى وجود زيادة مقلقة في حالات العنف الأسري وزواج الأطفال وغيرها من الممارسات الضارة، على أن أكثر أشكال العنف القائم على النوع الاجتماعي شيوعًا في المنطقة هي زواج الأطفال وممارسات تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية (الختان) والعنف الأسري.

وتؤدي الأوضاع الإنسانية – سواء تلك الناشئة عن أسباب طبيعية أو المرتبطة بالنزاعات – إلى زيادة استضعاف النساء والفتيات وجعلهن أكثر عرضة لشتى أشكال العنف والاستغلال وسوء المعاملة.

وتلقي حالات الطوارئ – بحسب السياق – بظلالها على النساء والفتيات والفتيان والرجال، إذ تواجه كل فئة من هذه الفئات مخاطر مختلفة وتصبح كل منها ضحية بطريقة أو بأخرى.

وربما يصبح الأطفال تحديدًا عرضة للعنف القائم على النوع الاجتماعي خلال حالات الطوارئ نظرًا  لقدرتهم المحدودة على حماية أنفسهم وضآلة سلطتهم ومشاركتهم في عمليات صنع القرار، في حين أن الفتيات في عمر المراهقة والشابات هن الأكثر عرضة للعنف الجنسي خلال حالات النزاع المسلح.

صندوق الأمم المتحدة للسكان يهتم!

يعد صندوق الأمم المتحدة للسكان من منظمات الأمم المتحدة الرائدة التي تسعى إلى تعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، فضلاً عن معالجة التأثيرات المادية والعاطفية الناجمة عن العنف القائم على النوع الاجتماعي. وتقدم برامج صندوق الأمم المتحدة للسكان إلى الناجيات المساعدة النفسية، والعلاج الطبي، ومجموعة مستلزمات ما بعد التعرض للاغتصاب. كما تدعم حق جميع النساء والفتيات في التمتع بحياة خالية من العنف وسوء المعاملة.

ويتعاون صندوق الأمم المتحدة للسكان مع الحكومات وغيرها من الشركاء بهدف القضاء على العنف القائم على النوع الاجتماعي من خلال تقديم ما يلزم من الدعم، والتدريبات، وبناء القدرات، وما هو أكثر من ذلك. وتتضمن رؤية صندوق الأمم المتحدة للسكان أن يكون العنف القائم على النوع الاجتماعي، بما في ذلك الممارسات الضارة، قد انتهى تمامًا بحلول عام 2030.

ويناشد صندوق الأمم المتحدة للسكان الناجيات من العنف بالحصول على خدمات دعم متخصصة في مختلف القطاعات، بما في ذلك قطاعات الصحة والعدالة والشرطة والقطاع الاجتماعي. وعادةً تكون الخطوط الساخنة هي نقطة الاتصال الأولى التي تلجأ إليها الناجيات من العنف القائم على النوع الاجتماعي من أجل الحصول على دعم، كما أنها من الأدوات المهمة التي تساعدهم في الحصول على الخدمات اللازمة. ومن ثمّ فإن نهج تخصيص خطوط ساخنة للناجيات قد برهن فعليًا على نجاحه في التصدي للعنف القائم على النوع الاجتماعي ودعم الناجيات منه.