أنت هنا

 

لقد مضى عشر سنوات  على اندلاع الأزمة السورية ولم تصبح حياة اللاجئين السوريين من النساء والرجال والفتيات والفتيان أسهل. ففي الواقع و مع مرور كل عام ، يزداد الأمر صعوبة. تجدد كل من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) وبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة (WFP) ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (UNICEF) وصندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA) الالتزام بدعم اللاجئين والمجتمعات المضيفة في العراق وحث المجتمع الدولي على فعل الشيء نفسه.

إن تجديد هذا الالتزام يعني تمكين المجتمعات من تحقيق أهداف التنمية مع السماح للاجئين بالحصول على مستقبل هادف وكريم من خلال الوصول إلى التعليم والتوظيف الرسمي والرعاية الطبية.

فمنذ بداية الأزمة الإنسانية السورية يعيش ما يقارب الربع مليون لاجئ وطالب لجوء سوري في العراق في ظل ظروف معيشية صعبة.

لقد أصبحت مخاطر الحماية  بما في ذلك عمالة الأطفال والزواج المبكر أكثر حدة  لا سيما مع التأثير المدمر لوباء كورونا حيث تصبح المكاسب المتحققة سابقا  في بناء اعتماد اللاجئين على الذات معرضة لخطر الضياع.

وفي غضون ذلك ، تم استغلال وتحميل الموارد المتاحة اللازمة لدعمهم اعباءا لاطاقة لها بها.

هذا وقد صرح 60 % من العوائل اللاجئة في العراق إنها خفضت استهلاكها الغذائي الإجمالي بسبب الاستدانة كما ويعتمد ثلث هذه العوائل على المساعدات النقدية الإنسانية.

انخفض مستوى  الوصول إلى الرعاية الصحية الأولية  وخاصة رعاية الصحة الإنجابية للنساء والفتيات ، في حين آخذ في الارتفاع  انعدام الأمن الغذائي مع الارتفاع الملحوظ لخطر عدم حصول الأطفال على التعليم المناسب. يمثل التعلم عن بعد تحدياً للأطفال اللاجئين فقبل جائحة كورونا التحق أقل من نصف الفتيان والفتيات اللاجئين في العراق بالمدارس الابتدائية والثانوية الرسمية واستمروا في الدراسة في المنازل بعد اغلاق المدارس الفعلي.

على الرغم من التحديات والقيود التي واجهتنا في عام 2020  كانت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وبرنامج الأغذية العالمي واليونيسف وصندوق الأمم المتحدة للسكان مع كافة الشركاء العاملين معهم متواصلين في تقديم الدعم الإنساني للاجئين وطالبي اللجوء الأكثر ضعفًا في العراق. لقد عملنا على ضمان استمرارية الخدمات والمساعدات الحيوية ، بما في ذلك خدمات التسجيل والحماية ، وخدمات الصحة الإنجابية ، والمياه والخدمات الصحية ، وضمان وصول التعليم للأطفال ، وأنشطة التوعية للمساعدة في حماية رفاه اللاجئين ، بالإضافة إلى الخدمات الحيوية الخاصة بتقديم المساعدة النقدية والغذاء والحماية في حالات الطوارئ والوصول إلى مواد النظافة الأساسية.

تواصل وكالاتنا العمل عن كثب مع نظرائها في الحكومة الفيدرالية وحكومة إقليم كردستان لدعم خطة الاستجابة الخاصة بجائحة كورونا مما يعود بالفائدة على اللاجئين والمجتمعات المضيفة على حد سواء. تسهم المساعدات المقدمة للحكومة في إنشاء مناطق عزل أو اعمال توسيع للمستشفيات ، بالإضافة إلى توفير المعدات الطبية والكمامات ومعدات الوقاية الشخصية والأدوات البلاستيكية الطبية لاستخدامها في مراكز الرعاية الصحية الأولية في المخيمات وفي المستشفيات.

إذا استمرت الأزمة السورية أكثر من ذلك فإن مستقبل جيل كامل من السوريين ، وكذلك سوريا والمنطقة  معرض للخطر حيث لم يعد العالم منخرطًا وملتزمًا بتقديم الدعم للاجئين والمجتمعات المضيفة. ولكي يُمكّن الوضع في سوريا للاجئين السوريين من العودة بشكل طوعي وآمن وكريم ومستنير ، يجب على المجتمع الدولي الاستمرار في دعم اللاجئين السوريين في العراق وفي جميع أنحاء العالم للمضي قدمًا في حياتهم والحصول على مستقبل أفضل.

لا يزال التمويل ضروريًا لتلبية الاحتياجات الإنسانية والتنموية المتزايدة  بما في ذلك تعليم الأطفال والشباب وتقديم المساعدة الغذائية والنقدية ، والحصول على الرعاية الصحية والمياه النظيفة ، ودعم سبل العيش ، وخدمات الحماية ، بما في ذلك الحماية من العنف القائم على النوع الاجتماعي وحماية الطفل. فبدعم من المجتمع الدولي ، يمكننا المساعدة في خلق مستقبل أفضل للاجئين السوريين في العراق.

السيدة فيليبا كاندلر ممثلة المفوض السامي للامم المتحدة لشوؤن اللاجئين في العراق

السيد عبد الرحمن ميجاج ممثل برنامج الغذاء العالمي للامم المتحدة

السيد بول ادوارد ممثل منظمة الامم المتحدة للطفولة بالانابة

الدكتورة ريتا كولمبيا ممثلة صندوق الامم المتحدة للسكان