يحيي العالم هذا العام 16 يومًا لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي والذي يبدأ بتاريخ 25 تشرين الثاني في ظروف غير مسبوقة. حيث أجبر تفشي جائحة كورونا الحكومات على إتخاذ تدابير خاصة بالصحة العامة للحفاظ على الحياة، بما في ذلك الإغلاقات وحظر التجول والقيود على الحركة بهدف إحتواء انتشار الفيروس. لكن بالنسبة للنساء والفتيات قد تكون هذه التدابير سببا لزيادة مخاطر العنف وفقدان الأرواح.
أظهرت تقارير عالمية وإقليمية صدرت مؤخرا زيادة مقلقة في حالات العنف القائم على النوع الإجتماعي خلال فترة تفشي الجائحة، ولا سيما العنف المنزلي. كما أن العديد من التدابير اللازمة للسيطرة على تفشي الفيروس قد ساهمت وبشكل كبير في الحد من قدرة الناجين على حماية أنفسهم من المعتدين أو الوصول إلى آليات الدعم اللازمة للحفاظ على الحياة.
ولم يكن العراق استثناءا لما يحدث في العالم. حيث سجل نظام إدارة معلومات العنف القائم على النوع الإجتماعي (GBVIMS) إرتفاعًا ملحوظًا في عدد حوادث العنف المبلغ عنها في عام 2020. وشكل العنف المنزلي أكثر من ثلاثة أرباع جميع حوادث العنف القائم على النوع الاجتماعي المبلغ عنها. وبالنظر إلى أن النساء والأطفال العراقيين - وخاصة ذويالاحتياجات الخاصة - كانوا معرضين بالفعل لمستويات عالية من مخاطر العنف الأسري قبل انتشار الوباء، فيمكن إعتبار هذه الأرقام غيض من فيض، مع الأخذ بعين الإعتبار أن جزءا كبيرا من الحالات لايتم الإبلاغ عنها.
واذ نثني على جهود حكومة العراق في الحد من هذه الظاهرة فأننا ندعوها إلى معالجة الأسباب الرئيسة للعنف ضد النساء والأطفال، وتعزيز قيادة المرأة ومشاركتها في صنع القرار، بما في ذلك في أوقات الأزمات الإنسانية والطوارئ. ويجب إعطاء أولوية كبرى وملحة للحد من العنف القائم على النوع الإجتماعي، والإستجابة الفاعلة له وتخفيف مخاطره، حيث لا تزال العديد من النساء والفتيات هدفًا للعنف وسوء المعاملة بسبب نقص التشريعات التي يمكن أن تحميهن وتحاسب الجناة.
ونحث الحكومة والبرلمان في العراق على إنهاء العنف القائم على النوع الإجتماعي، ومحاسبة الجناة، وخلق مساحات وبيئات محمية يشعر فيها الناجيات والناجون من العنف القائم على النوع الإجتماعي بالأمان والتمكين والنجاح.
وكمنظمات أمم متحدة تعمل بصورة موحدة، نتعهد بمواصلة العمل معًا ومع حكومة العراق وحكومة إقليم كردستان والمجتمع المدني والمجتمع الدولي وجميع الشركاء لضمان حماية النساء والأطفال في جميع أنحاء العراق.
إيرينا فوياشكوفا-سوليورانو المنسقة المقيمة للأمم المتحدة ومنسقة الشؤون الإنسانية في العراق
الدكتورة ريتا كولومبيا ممثلة صندوق الأمم المتحدة للسكان في العراق
دينا زوربا ممثلة هيئة الأمم المتحدة للمرأة في العراق
زينه علي احمد الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الانمائي في العراق
فيليبا كاندلر ممثلة مفوضية الأمم المتحدة للاجئين في العراق
حميدة لاسيكو، ممثلة منظمة اليونيسف في العراق
عبد الرحمن ميجاج، الممثل القطري لبرنامج الاغذية العالمي للأمم المتحدة، العراق
دانييل بيل، ممثلة المفوضية السامية لحقوق الإنسان في العراق
محمد عثمان أكرم - مدير المكتب، مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع - الأردن