"الآن أعتقد أنه لا يوجد شيء مستحيل ؛ الإعاقة لن تمنعني من المضي قدما" في حياتي "، بهذه الكلمات بدأ أحمد يروي لنا قصته.
عاش أحمد في الموصل مع عائلته عند بداية الحرب مع داعش حيث كان يبلغ من العمر 15 عامًا عندما دمر داعش منزل أحد الجيران . وأثناء عيشه لهذا الكابوس ، أصيب أحمد بصدمة نفسية تحولت لاحقًا إلى مرض ويلسون العصبي الذي تسبب له بفقدان الحركة و التحدث.
فقدانه المفاجئ للكلام والحركة أدى إلى معاناة شديدة عبر عنها قائلاً :"شعرت بالتهميش من قبل المجتمع بسبب إعاقتي، وعاملوني وكأنني لا أستطيع فعل أي شيء. تركت المدرسة ، وتغيرت حياتي، وتحطمت أحلامي".
عانى أحمد كثيرًا وهو يحاول أن يعيش حياته بصورة طبيعية كما اعتادها من قبل. ومع ذلك، فإن عدم قدرته على الاعتناء بنفسه ، و وصمة العار والتمييز التي يعانيها في المجتمع بسبب اعاقتة أثرت على صحته العقلية مما تسبب باصابته بالاكتئاب.
قصة أحمد ليست بالقصة الفريدة من نوعها فهو واحد من 4.800 شاب من ذوي الاحتياجات الخاصة من بين 22.995 من الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة المسجلين الذين يعيشون في محافظة نينوى، حيث يمر العديد من المراهقين والشباب ذوي الإعاقة بنفس تجربة أحمد حيث يفقدون الأمل في المستقبل.
لحسن الحظ، وجد أحمد طريقًا جديدًا نحو حياة أفضل عندما صادف منشورًا على منصة الفيسبوك حول مراكز الشباب الصديقة لذوي الاحتياجات الخاصة في الموصل. و كانت الخدمات التي تقدمها هذه المراكز ممتعة لأحمد ، والأهم من ذلك أنها في متناول الشباب مثله، حيث أنه لم يتوانى و التحق على الفور بأحد مراكز الشباب وبدأت حياته الجديدة.
خلال تواجد أحمد في مركز الشباب شارك في العديد من الدورات، مثل تعلم المهارات الحياتية والأنشطة الرياضية، بالاضافة إلىى حصوله على العلاج الطبيعي. كما ساعد أحمد الانخراط مع الأقران وتعلم مهارات جديدة وتلقي العلاج الطبيعي في بناء ثقته بنفسه وقدرته على الحركة وأن يصبح أكثر إيجابية في حياته، و أضاف "لقد تم تشجيعي على الخروج من المنزل و الانخراط في التعلم والعمل التطوعي، كما تحسنت حالتي الصحية والنفسية والجسدية بشكل كبير، و استجاب جسدي بشكل أفضل من خلال تحريك أصابعي والمشي. و تعرفت على أشخاص رائعين أصبحوا مثل عائلتي".
اليوم ، أحمد شاب أكثر قوة وثقة بالنفس، يتواصل مع الناس من خلال الكتابة، يقول و الابتسامة على محياه "أنا أدرس و أواصل تعلم مهارات جديدة، أحلم أن أحصل في يوم من الأيام على وظيفة جيدة ، و أن أصبح مستقلاً و أساعد عائلتي".
أصبحت هذه التغييرات الإيجابية في حياة أحمد ممكنة بفضل مبادرة خاصة بالمراهقين والشباب من ذوي الإعاقة والتي أطلقها صندوق الأمم المتحدة للسكان بدعم من فنلندا وبالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة و وزارة العمل والشؤون الاجتماعية ومحافظ نينوى، حيث يغطي المشروع ثلاثة مراكز للشباب في الموصل ويساعد الشباب ذوي الاحتياجات الخاصة على الدراسة والحصول على الدعم اللازم و الانخراط مع أقرانهم في بيئة ودية. و خلال أحد عشر شهرًا ، استفاد حوالي 450 شابًا من الدورات و الخدمات الملائمة لذوي الاحتياجات الخاصة، وتلقى حوالي ألف مراهق من ذوي الاحتياجات الخاصة دعمًا نفسيًا اجتماعيًا.
يعمل صندوق الأمم المتحدة للسكان في العراق على تعزيز حقوق الإنسان للنساء و الشباب من ذوي الاحتياجاتالخاصة ويضع الوصول إلى خدمات الصحة الجنسية والإنجابية والمعلومات والتعليم للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة في صميم البراامج.