أنت هنا

اسمي مايا* وأنا لاجئة سورية من الحسكة. أعيش في مخيم دوميز 1 للاجئين في إقليم كردستان العراق منذ حوالي 8 سنوات. لم أكم لتعليمي إذ إجبرت على ترك المدرسة بعد المدرسة الابتدائية.

 

أنا متزوجة وأعيش مع زوجي وأولادنا الثلاثة وزوجته الثانية وطفليهما. يعمل زوجي باليومية ويكسب قوتنا أمّا أنا حاليًّا عاطلة عن العمل.

 

كنت قد سمعت عن المرکز الحمایة للنساء المدعوم من قبل صندوق الأمم المتحدة للسكان وتمكنت من الحصول على الموقع من جارتي. عند وصولي التقيت بمديرة الحالةالتي أوصىت بأن أشارك في لجنة المرأة، والتدريب الرياضي، ودورات تصفيف الشعر لكي أتعرف على النساء الأخريات وأزيد ثقتي بنفسي.

 

في بادئ الأمر، كنت مترددة وخائفًة جدًا من طلب المساعدة ومن مشاركة قصتي وألمي لأناس لا أعرفهم. ولكن كانت الباحثات الإجتماعيات في المرکز لطيفات وطيبات، وشرحن لي الخدمات التي يقدمها المركز وكيف أستطيع الإستفادة منها.  وشجعني هذا على تحديد موعد مع الأخصائية الاجتماعية والتي بعد سماع قصتي اقترحت أن أتكلم مع مديرة الحالة الذي رأيتها يوم إنضمامي للمركز.

 

وافقت وحددت موعدًا وهذه المرة، شعرت براحة أكبر، لأنني كنت سبق وقمت بزيارات عديدة إلى المرکز، ولكن لا يزال هناك توتر حول كيفية سرد الموضوع. دخلنا غرفة استماع فيها منضدة بها كوبان من الماء وعلبة مناديل، بالإضافة إلى كرسيين مقابل بعضهما البعض. سألتني إذا كنت مرتاحة،ثم سألت ما الذي لفت انتباهي في الغرفة. بهذه البساطة، ساعد هذا التفاعل الصغير في تخفيف توتري.

أخبرتها عن علاقتي بزوجي وإهماله لي.

 

بدأت قصتي بزواجي والذي لم أشعر فيه يومًا بأن لدي شريك حياة. وعلى الرغم من أنه كان المعیل الوحيد، إلا أنه لم يمنحني ما يكفي من المال لتغطية احتياجاتي الشخصية وكان مهملاً باستمرار. ساءت الأمور بيننا عندما كنت حاملاً بابنتي الصغرى، عندها بدأ يضربني ويهينني.

ما زلت أذكر التفاصيل كاملة.

 

كنت أموت من الداخل في كل لحظة من كل يوم، لكن لم يكن لدي خيار سوى البقاء من أجل أطفالي. أخبرت مديرة الحالة أنه من بين كل سلوكياته الضارة، كانت الإهانات هي الأشد ضررًا بالنسبة لي. لم أستطع تحمل نظراته، خاصة أنه أهمل العلاقة الحميمة بيننا، الأمر الذي زاد الطين بلة. واكتشفت لاحقًا أنه يريد الزواج من امرأة أخرى. كان ذلك صعبا بالنسبة لي.

وبعد عدة جلسات مع مديرة الحالة، بدأت أشعر بتحسن وأن عبء كبير أزيل عن كتفي. لقد تعلمت تمارين التنفس وتقنيات الاسترخاء وقمت بتطبيقها في المنزل. لقد ساعدني ذلك خاصة أنه لم يكن هناك الكثير الذي يمكنني القيام به في تلك المرحلة ولم أرغب في اتخاذ أي إجراءات قانونية، على الرغم من الظلم الذي كنت أتعرض له ولكن والأهم أنه توقف عن ضربي بعد أن تزوج مرة أخرى.

 

بدأت أتردد للتدريب مع اللجنة النسائية وكان برنامجا رائعا استمر عدة جلسات تعلمت من خلالها اتخاذ القرارات وكيف اطالب بحقوقي. كما أنني اخترت دورات الجمباز وتصفيف الشعر، كان هذا الإختيار مفيدًا جدًّا لي إذ أنني تعرفت على نساء أخريات وتعلمت مجموعة متنوعة من المهارات والتقنيات التي عززت ثقتي بنفسي.

 

أنا الآن اشعر بالقوة وتمكنت من التكلم مع زوجي عن احتياجاتي، بالإضافة إلى أنني أصبحت اجتماعية ولدي الآن صديقات، وأصبح لدي معلومات حول مقدمي الخدمات في المخيم إذا كنت بحاجة إليهم.

 

أما الآن فأريد أن أطور نفسي في مجال فن المكياج، وإذا سنحت لي الفرصة، سأفتح صالون خاص بي.

 

هذه خطتي للمستقبل وهذه قصتي، حيث أردت أن أكون نموذجًا يحتذى به للمرأة.

 

والأهم اطلب المساعدة إذا كنت تعاني من أي نوع من الأذى والعنف ولا تستسلم للظروف التي قد تدمرك! 

 

يتم تمويل مراكز النساء في مخيمات اللاجئين التي يدعمها صندوق الأمم المتحدة للسكان من قبل النرويج والسويد والصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ.

 

 

 

* تم تغيير الاسم لأسباب تتعلق بالحماية