Go Back Go Back
Go Back Go Back

شباب العراق: تسليط الضوء على محرك التغيير

شباب العراق: تسليط الضوء على محرك التغيير

أخبار

شباب العراق: تسليط الضوء على محرك التغيير

calendar_today 12 أغسطس 2020

شباب العراق: تسليط الضوء على محرك التغيير
واجه الشباب في العراق عقبات مستمرة،حيث تعيق قلة فرص كسب العيش والإمكانيات المحدودة قدرتهم على السعي لقيادة عملية التنمية في بلدهم. في هذا اليوم العالمي للشباب ، تحتفل أسرة الأمم المتحدة في العراق بالمبادرات الفردية التي يقودها الشبان والشابات ، لدعم المجتمعات خلال فترة الوباء. نحتفل اليوم بإمكانيات ودور هؤلاء الشبان والشابات كمحرك للتغيير في المجتمع ، ومفتاح لقيادة البلاد نحو مستقبل أفضل. 
 
التطوع لخدمة المجتمعات
يبلغ حسن 24 عاما وهو ينحدر من مدينة الديوانية بمحافظة القادسية ويعمل كصحفي مستقل .وتعتبر مساعدة حسن لمجتمعه هي شغله الدائب. في عام 2017 ، أصبح حسن من المعلمين الاقران مع شبكة Y-Peer التي يدعمها صندوق الأمم المتحدة للسكان - مما ساعد على نشر الوعي حول الصحة الجنسية والإنجابية والوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية ، بالإضافة إلى حقوق الإنسان والعنف القائم على النوع الاجتماعي من خلال تعليم الأقران.
نظرًا لحظر التجول المستمر لم يتمكن الكثير من الناس في مجتمعه من تلبية احتياجاتهم الغذائية الأساسية. لكن على الرغم من الإغلاق ، حشد حسن فريقًا من المتطوعين الشباب للمساعدة في توفير صناديق من الخضروات الطازجة والصحية لـ 7,000 أسرة في مجتمعه المحلي في الديوانية.
"تمكنت مع متطوعين آخرين من نقل صناديق الخضار للأسر المتعففة، ومنحهم المواد اللازمة من اجل اعداد وجبة طعام دون المخاطرة بحياتهم والذهاب إلى الأسواق. تذكرني مساعدة الناس أنه عندما نتعاون ونقف معًا، يمكننا تجاوز الأوقات الصعبة ".
يفخر حسن بكونه جزءًا من هذه المبادرة، لأنه لم يساعد العائلات فحسب، بل أيضًا المزارعين العراقيين المحليين، الذين يمكنهم الاستمرار في كسب لقمة العيش وبيع منتجاتهم، حتى أثناء الوباء وجميع تحدياته.
يعمل صندوق الأمم المتحدة للسكان على تمكين الشباب، مثل حسن من خلال بناء مهاراتهم في بناء السلام والقيادة للمشاركة بشكل أفضل مع مجتمعاتهم.
 
جمع التبرعات للمجتمعات
عبد الله الذي يظهر حاملا (هاتفًا أصفر) يبلغ من العمر 19 عامًا ويقيم في محافظة الأنبار بالعراق. أثر تفشي جائحة كورونا على مجتمعه حيث تم تأكيد ما يقرب من 500 حالة إصابة بالفيروس حتى الآن. بدأ عبد الله رفع الوعي في الرمادي بمحافظة الأنبار بعد ان تم الإبلاغ عن أول حالة إصابة بفيروس كورونا. اجتمع مع شباب آخرين وأداروا معًا حملة توعية بالتعاون مع دائرة صحة الأنبار لنشر الكتيبات والرسائل الصحية الرئيسية حول فايروس كورونا المستجد.
لقد وزعوا حتى الآن 1,500 كمامة و 400 صندوق من المطهرات و 250 صندوقًا من القفازات في مجتمعهم. وقامت هذه المجموعة من الشباب بعد عقد اجتماع افتراضي بجمع الأموال لشراء الطعام والاحتياجات الأساسية للأسر الفقيرة في منطقتهم. وبهذا تمكنوا من توزيع 450 سلة غذائية بالإضافة إلى أموال صغيرة لإعالة الأسر لمدة شهرين. 
يقول عبد الله: "لقد أعطاني هذا العمل الإحساس بأنه يمكننا إحداث فرق في مجتمعاتنا خاصة عندما أرى الابتسامات على وجوههم عندما نقوم بتسليم المساعدات " . تدعم اليونيسف الشباب مثل عبد الله في جميع أنحاء العراق للانخراط في برامج بناء المهارات والترويج لها كعوامل للتغيير في مجتمعاتهم.
 
القيادة للمجتمعات 


نور الدين الذي يبلغ من العمر 26 عاما هو طالب ماجستير في قسم علوم الأرض في جامعة بغداد وناشط مدني في محافظة الأنبار. مع انتشار جائحة فايروس كورونا في العراق وفرض حظر التجول عمل نور الدين وهو عضو مع مجموعة من النشطاء على تقديم الدعم للأسر ذات الدخل المحدود في المنطقة. وكان دور نور الدين كمنسق للمجموعة هو تنظيم اجتماعات عبر الإنترنت لتبادل الأفكار والمناقشة والاتفاق على أفكار المبادرات. 
يقول نورد الدين "إن فكرة العمل على تحقيق هدف نبيل تجعلني أشعر أن لدي مهمة في هذه الحياة على ان انجزها. أتذكر عندما ساعدت الآخرين في إنشاء أول حديقة ثقافية في الأنبار. حيث كانت هذه الحدائق والأماكن العامة نفسها تستخدم كمواقع تدريب لمقاتلي داعش سابقا. لقد كانت أماكن للحث على الأفكار المتطرفة وقمنا بتحويلها إلى أماكن للتنوير والثقافة."
بصفته منسقًا لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق لمجموعات السلام للشباب والنساء في الأنبار ، ساعد نور الدين في تصميم مبادرات مجتمعية لرفع مستوى الوعي حول فايروس كورونا المستجد لتشجيع الالتزام بتدابير الصحة الوقائية وتعزيز التعايش والتكافل الاجتماعي. يركز برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق على تمكين الشباب من خلال تعزيز مشاركتهم في صنع القرار وبناء ثقتهم للمشاركة بشكل أفضل مع المجتمعات والسلطات المحلية.
 
تثقيف المجتمعات
فرت هدية من مسقط رأسها في شمال شرق سوريا قبل سبع سنوات بسبب الصراع. بعد فترة وجيزة أصيبت بسرطان الدم. وبفضل العلاج والدعم من عائلتها استعادت صحتها وانجبت طفلين سليمين. إنه لأمر شبيه بالمعجزة أن تتعافى من هذا المرض.
"لم يكن الأمر سهلاً، مع وجود مشاكل أمنية وصحتي المتدهورة ... والآن فيروس كورونا. لقد كانت المصاعب تأتي واحدة تلو الأخرى. لكننا كنا محظوظين بشكل عام - أتذكر هذا كل يوم ".
بالإضافة إلى تربية أسرتها الصغيرة والتدريس بدوام جزئي عبر الإنترنت، تتطوّع هدية في برنامج تعليمي للمراهقين في المخيم ، حول مواضيع كانوا يعانون فيها. تعمل أيضًا على رفع مستوى الوعي بتجارب اللاجئين والحياة في المخيم. 
بالإضافة الى اجرائها للمقابلات الإعلامية فقد تحدثت هدية مع عدد من الأطفال في لندن داخل الصفوف المدرسية عبر تطبيق السكايب وتشاركت معهم بعض القصص عن مجتمعها.
هدية دائما ما تبقى تحمل هذه الطاقة الإيجابية " انني أتطلع دوما الى بدايات جديدة.... وبصحة جيدة واوقات جيدة للجميع انا لا استسلم ابداً"
يدعم برنامج الغذاء العالمي العوائل مثل عائلة هدية بمساعدة مالية شهرية من اجل المساعدة في تلبية الاحتياجات الغذائية إضافة الى تقديم المهارات الرقمية والتدريب على تعلم اللغة الإنكليزية للشباب من خلال برنامج "التمكين من خلال العمل".
 
التصوير الصحفي للمجتمعات
قابلوا معنا مراد ، هو لاجئ شاب لديه حلم كبير. التقط اللاجئ السوري مراد أول صورة له وهو في الثامنة من عمره ، عندما أعاره صحفي يزور مخيم عقرة حيث يعيش كاميرته. منذ تلك اللحظة فصاعدا كان لمراد حلم و هو أن يكون مصورًا محترفًا ، ليساعد اللاجئين من خلال سرد قصصهم بالصور والسفر حول العالم. "يمكن للصور أن تحكي قصصًا لا يمكنك وصفها بالكلمات في العادة. في بعض الأحيان لن تصدق قصة حتى تراها ". هذا ما قاله مراد. في الثانية عشرة من عمره ،اصبح مراد لا يغادر المنزل بدون الكاميرا التي أهدها له الصحفي. يتفوق مراد في المدرسة ويقضي وقت فراغه في التقاط صور للأحداث والأشخاص من حوله ، ويوثق حياته كلاجئ بالصور.
تدعم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وشركاؤها الشباب من خلال تزويدهم بالتعليم والأنشطة الترفيهية و دروس تقوية وفرص للتعلم والتدريب والاستعداد لمستقبل أفضل.
 
الرسم من اجل المجتمعات
مع استمرار سكان العالم في التكيف مع العيش في "الوضع الطبيعي الجديد" المتمثل في حظر التجول والإغلاقات المفروضة وسط جائحة كوفيد-19، يجد مصطفى أنور البالغ من العمر 28 عاماً طُرُقاً لفتح مسارات خلّاقة لتعزيز مواهبه الفنية.
ينحدر أنور من طوز خورماتو بمحافظة صلاح الدين، وهو شغوفٌ بالفنون الإبداعية، ويستثمر هذه الفترة في تعلّم مهاراتٍ جديدة مثل النحت والعزف على الناي وصقل موهبته في الرسم. وقد طور أنور منصة على الإنترنت يقدم من خلالها دروساً للرسامين الشباب على تكنيك فن الرسم ولمساته. وهو يحرص على نقل خبرته للآخرين، فيما يواصل دراسته في كلية الفنون الجميلة بجامعة بغداد.
رسالته إلى شباب العراق هي: "تمسكوا بأحلامكم وتحلّوا بكرم المشاركة وتبادل العطاء مع الآخرين"، مضيفاً أن مساراتنا قد لا تكون سلسةً دائماً كما لو كانت مفروشةً بالورود، إنما قد تكون محفوفة بالمطبات والمغامرة. يقول أنور ناصحاً: "لا تقلقوا بشأن العقبات، فبالصبر والعمل الجاد ستبلغون غاياتكم." وتعمل الأمم المتحدة في العراق عن كثب في مناصرة وتنفيذ مشاريع الشباب في العراق.
-----