كانت أم قاسم تعمل كقابلة في محافظة الأنبار في العراق منذ عام 2003 عندما اكتسح تنظيم داعش أجزاء كبيرة من بلدها في منتصف عام 2014، مما حول حياتها وحياة كثير من النساء إلى كابوس، خاصة عندما حاولت الجماعة الإسلامية تجنيدها.
"كان تنظيم داعش يهددني أنا وزوجي وعائلتي وكذلك الأطباء والممرضين الآخرين باستمرار. كنا نعمل تحت وطأة الخوف وكنت محطمة عاطفياً لكن كان عليّ أن أضع قناع الشجاعة أمام مريضاتي اللاتي كن يضعن أطفالهن في مثل هذه الظروف الصعبة."
حول التنظيم جناح الأمومة إلى غرفة طوارئ خاصة لمقاتليه وأعطى الطاقم الطبي غرفة صغيرة للولادة كما كان يجبر النساء على دفع 21,000 جنيه من عملة داعش (حوالي 40 دولارًا أمريكيًا) في حين كانت رعاية الولادة تقدم مجانا في الماضي.
"دخلت امرأة دون نقود وكانت في حالة حرجة وتحتاج إلى الذهاب إلى غرفة الولادة على الفور. فرفضت رئيسة القابلات التي عينها تنظيم داعش السماح لها بالدخول لذا قمت بالتهديد بالانسحاب إذا لم يتم قبول السيدة. كنت أعرف أنني أخاطر بحياتي بمثل هذا العمل، لكن لو لم أفعل ذلك لكانت المرأة وطفلها قد ماتا."
أخذ مقاتلو داعش جميع معدات المستشفى معهم عندما غادروا إلى الرقة وأحرقوا المبنى.
"شعرت كما لو أن عالمي ينهار فقد كان هذا المستشفى بمثابة منزلي حيث عملت هنا منذ 15 سنة." قالت أم قاسم متذكرة.
"كان التحدي الأكبر هو رعاية أولئك النساء أثناء فترة الولادة ووعدهن بأن يلدن أطفالا أصحاء. كما كان التحدي الرئيسي هو مواجهة تدفق الولادات والمضاعفات المحتملة للولادة."
ظل صندوق الأمم المتحدة للسكان يدعم مستشفى القائم منذ أوائل كانون الأول/ ديسمبر 2017، الذي تلقى وحدة الولادة المتنقلة كاملة التجهيز. كما ساهم بشكل مباشر بتقديم الدعم المالي واللوجستي لدفع الحوافز الخاصة بفريق الصحة الإنجابية لأخصائي أمراض النساء وثلاثة مساعدين طبيين وثلاثة قابلات وموظفي دعم. علاوة على ذلك غطى صندوق الأمم المتحدة للسكان تكلفة مولدات الكهرباء وإدارة النفايات وصيانة وحدة الولادة المتنقلة.
كما حرص صندوق الأمم المتحدة للسكان على وجود نظام إحالة ثابت (سيارات إسعاف) لنقل الحالات المعقدة التي تحتاج إلى جراحة إلى مراكز أكثر تخصصًا.
وفي الفترة من 1 كانون الثاني / يناير إلى 31 آذار / مارس 2018، ساعد الفريق الطبي الذي يدعمه صندوق الأمم المتحدة للسكان في إجراء 378 عملية ولادة طبيعية في مستشفى القائم.
ويجري صندوق الأمم المتحدة للسكان حاليا مناقشات مع حكومة العراق بشأن تنفيذ برامج التدريب للقابلات في جميع أنحاء البلد، بما في ذلك تحديد دور القابلات والدورات التدريبية قبل الخدمة في مدارس التمريض والدورات التدريبية أثناء الخدمة.
***********
صندوق الأمم المتحدة للسكان: العمل من أجل عالم يكون فيه كل حمل مرغوبا فيه وكل ولادة آمنة، ويحقق فيه كل شاب وكل شابة إمكاناتهم
للمزيد من المعلومات، يرجى التواصل مع القسم الإعلامي، الآنسة سلوى موسى smoussa@unfpa.org