أدت الأزمات المتتالية مثل الصراع ضد داعش وانتشار كوفيد-19 إلى تفاقم عدم المساواة في العراق. إذ تدهورت الخدمات الصحية الأساسية والبنية التحتية، ولا يتمتع الجميع بالمساواة في الحصول على الرعاية الصحية الضرورية.
تعمل منظمة الصحة العالمية وصندوق الأمم المتحدة للسكان برنامج الأمم المتحدة الإنمائي مع الحكومة الفدرالية وحكومة اقليم كردستان والشركاء الدوليين ووكالات الأمم المتحدة الأخرى والمنظمات غير الحكومية والمنظمات المجتمعية في جميع أنحاء البلاد لتقديم رعاية صحية موثوقة ويمكن للجميع الوصول إليها وخصوصاً الفئات السكانية الأكثر ضعفاً لضمان عدم ترك أي شخص خلف الركب.
عملت منظمة الصحة العالمية مع شركائها في التحالف العالمي للقاحات والتحصين وتحالف ابتكارات التأهب الوبائي واليونيسف مع الحكومة العراقية لشراء وتقديم 336000 لقاح الى العراق، يتم توزيعها على الفئات الأكثر ضعفا في المجتمع.
خلال جائحة كوفيد-19 كانت النساء لا تزلن في حاجة ماسة إلى الخدمات الصحية، لا سيما في مجال الصحة الإنجابية. وعلى الرغم من الإغلاق الذي فرض بسبب تفشي كوفيد-19 واصل صندوق الأمم المتحدة للسكان تقديم هذه الخدمات مع اتخاذ تدابير السلامة والوقاية الموصى بها. كما قام صندوق الأمم المتحدة للسكان بتسليم خمس شحنات من معدات الحماية الشخصية إلى المستشفيات في جميع أنحاء إقليم كردستان من خلال وزارة الصحة في كردستان.
تعرض المستشفى - الذي كان في السابق مقرًا لتنظيم الدولة الإسلامية/داعش - إلى أضرار جسيمة بسبب النزاع، ويتم حالياً إعادة تأهيله في إطار برنامج إعادة الاستقرار للمناطق المحررة التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
وبعد توقف قصير في التنفيذ في شهر نيسان 2020 بسبب الإغلاق الذي فرض بسبب كوفيد-19، استأنف برنامج الأمم المتحدة الإنمائي العمل بسرعة لضمان أن تكون مرافق الرعاية الصحية الحيوية جاهزة للعمل، مع تدابير السلامة الإضافية، مثل فحوصات درجة الحرارة في الموقع ومحطات تعقيم اليد.
في عام 2020، تمكنت منظمة الصحة العالمية في الوصول إلى أكثر من 10 ملايين شخص في جميع أنحاء العراق من خلال حملات التوعية والتواصل مع المجتمع وذلك باستهداف المناطق التي أبلغت عن أعداد كبيرة من حالات الاصابة بمرض فيروس كوفيد-19، مما يضمن عدم تخلف أحد عن الركب.
المستشفى هو واحد من 16 موقعًا يدعم فيها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الحكومة الفدرالية وحكومة كردستان لإدارة
أجنحة عزل المرضى المصابين بكوفيد-19 والمجهزة تجهيزًا كاملاً ويقدم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي معدات الحماية الشخصية للعاملين في مجال الرعاية الصحية، استكمالًا لجهود منظمة الصحة العالمية وصندوق الأمم المتحدة للسكان ووكالات الأمم المتحدة الأخرى التي تعمل على مكافحة فيروس كوفيد.
إن النساء والأطفال والنازحين هم من الأكثر ضعفا وتضررا في مثل الصراع وبسبب كوفيد-19. لدعم هذه المجتمعات، قام برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بإعادة تأهيل أكثر من 130 مرفقًا صحيًا في جميع أنحاء العراق كان قد تضرر بسبب الصراع مع داعش. ويعد إصلاح البنية التحتية أمرًا بالغ الأهمية للسماح للشركاء مثل صندوق الأمم المتحدة للسكان ومنظمة الصحة العالمية بتقديم خدمات الصحة والرفاهية للفئات الأكثر ضعفاً والأكثر حاجًا.
يمكن للعراق أن يصبح أكثر صحة فقط عندما يُعامل جميع سكانه معاملة عادلة وعندما يتمتعوا بفرص متساوية للحصول على الخدمات. إذ افتتح صندوق الأمم المتحدة للسكان في إقليم كردستان العراق سبعة مرافق للصحة الإنجابية مجهزة بأثاث ومعدات ملائمة لذوي الاحتياجات الخاصة.
في عام 2020 ، دعم صندوق الأمم المتحدة للسكان 90 مرفقًا صحيًا، منهم 25 يقدم خدمات رعاية التوليد والمواليد في حالات الطوارئ و15 في المخيمات.
لضمان الوصول المتكافئ لجميع العراقيين إلى المساعدة الطبية الخاصة بمرض كوفيد-19، دعمت منظمة الصحة العالمية وزارة الصحة المركزية ووزارة الصحة في أقليم كوردستان لتعبئة وشراء وتسليم الإمدادات الطبية الحيوية بشكل عاجل بما في ذلك الأدوية والأجهزة الطبية مثل أسرة وحدة العناية المركزة ومعدات الحماية الشخصية، الكواشف المختبرية ومجموعات الاختبار الخاصة بمرضى كوفيد-19. تم توزيعها على جميع المرافق الصحية التي تعالج حالات الإصابة بمرض كوفيد-19 ومختبرات الصحة العامة في جميع أنحاء العراق.
للحفاظ على استمرارية وجود الإمدادات الطبية الأساسية للعاملين في الخطوط الأمامية في الاستجابة لمرضى كوفيد-19، قدمت منظمة الصحة العالمية أكثر من مليوني عدة حماية شخصية والمئات من المستلزمات الطبية الأخرى. في كركوك، قامت منظمة الصحة العالمية بشراء وتسليم عشر مركبات متنقلة إلى وزارة الصحة لتعزيز الاستجابة لكوفيد-19. كما قامت منظمة الصحة العالمية بشراء وتوفير سيارات إسعاف لدعم نقل المرضى إلى مواقع العلاج.
في يوم الصحة العالمي، يجدد كل من منظمة الصحة العالمية وصندوق الأمم المتحدة للسكان وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي التزامهم بمساعدة المجتمعات في جميع أنحاء البلاد للوصول إلى خدمات عالية الجودة لعراق أكثر صحة وانصافاً.
--