أنت هنا

تتعرض النساء والفتيات اللاتي تجتثهن الحروب والكوارث من بيوتهن، إلي خطر الاغتصاب والاستغلال وسوء المعاملة المتزايد. ولكن وصولهن إلى مخيم اللاجئين أو غيره من الأماكن حيث تتوفر الخدمات الإنسانية لا يعني بالضرورة إنتفاء تلك المخاطر.

فمن الممكن أن تتحول دورة مياه سيئة الإضاءة أو مضخة مياه بعيدة عن نظر حراس الأمن لأماكن تتعرض فيها النساء والفتيات لخطر العنف الجنسي. وحين يقل الأمان، قد تختار النساء والفتيات ألا يستفدن من الخدمات المتوفرة لهن، فقد تواجه امرأة حامل على وشك الولادة الخيار المستحيل بين الولادة بمفردها وتحمل المخاطر المحتملة، أو السعي للوصول للمساعدة لدى قابلة أو عيادة قريبة.

لا يجب أن تضطر أي امرأة لأن تواجه مثل تلك القرارات. أحيانًا تكون الحلول ببساطة تركيب المزيد من الإضاءة في المخيمات، أو ضمان وجود الخدمات الأساسية في أماكن عامة. ولكن غالبًا ما تتطلب الحلول إجراءات يتم تنسيقها بين عدة أطراف لمعالجة الغياب الضمني للمساواة بين الجنسين الذي يتسبب في ارتكاب العنف ضد النساء.

في اليوم العالمي للعمل الإنساني، أدعو جميع الأطراف الفاعلة في مجال العمل الإنساني لتحقيق التزامنا المشترك لحماية المجموعات الأكثر هشاشة من الأذى، وأدعوهم بالأخص لحماية حقوق وسلامة وصحة وحياة النساء والفتيات. يقوم صندوق الأمم المتحدة للسكان بالدور المنوط به عن طريق توفير الرعاية الصحية الإنجابية المنقذة للحياة للنساء في البلدان المتأثرة بالأزمات، وتوفير مساحات آمنة للنساء والفتيات وخدمات للناجيات من العنف الجنسي. من خلال دعم مجتمع العمل الإنساني ككل، نستطيع الحد من المخاطر اليومية التي تتعرض لها ملايين النساء والفتيات بشكل كبير.  

******