أنت هنا

بمناسبة اليوم الدولي للقضاء على العنف الجنسي في حالات النزاع، نحن نستذكر الآلاف من النساء اللاتي تعرضن للاغتصاب والاعتداء والتعذيب على يد تنظيم داعش في العراق

الدكتورة ابتسام عزيز علي – المدير العام لدائرة تمكين المرأة

شهد العراق صعوبات عديدة وموجة عنف جنسي كبيرة بعد الازمة الانسانية بسبب حرب داعش عام 2014، ووقعت الحكومة العراقية على البيان المشترك للعنف الجنسي في النزاع مع مكتب الأمم المتحدة للعنف الجنسي أثناء النزاع والذي يعتبر وثيقة وطنية وخطة للتعافي. نحن اليوم نواجه أزمة جائحة فيروس كوفيد-19 العالمية، لذلك فإنني أدعوكم جميع للتضامن من أجل مواجهة هذه الأزمة والمضي بخطة التعافي إذ إن العنف الجنسي لا يقل خطرا عن خطر كورونا.

معا نتعافى، معا نصنع التغيير ومعا ننجو

دانيال بيل – رئيس مكتب حقوق الإنسان في بعثة الأمم المتحدة في العراق

إن العنف الجنسي هو سلاح حرب مروع وأسلوب تم الاعتراف به على أنه تهديد يقوض الأمن والسلم الدولي. إضافة الى المعاناة الشديدة التي تقاسيها الضحايا، فإنه يفجع العائلات والمجتمعات. نحن نشيد بالجهود التي بذلتها الحكومة العراقية في التعامل مع المخاوف والهواجس التي تؤثر على الناجيات والناجين من العنف الجنسي في حالات النزاع ومنها مسودة قانون للناجيات الأزيديات الذي يستهدف الأعمال الوحشية التي ارتكبها تنظيم داعش ضد النساء الأزيديات. ونحن نهيب بتوسيع نطاق القانون ليشمل جميع الناجيات والناجين من العنف الجنسي في حالات النزاع على يد تنظيم داعش، بما في ذلك قضايا تسجيل الولادات الناجمة عن عمليات الاغتصاب وجميع الجرائم التي تندرج تحت العنف الجنسي في حالات النزاع بحسب مفهومها وتعريفها.  

الدكتور أولوريمي سوجونرو – ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في العراق

في عام 2020، وجد العالم نفسه غارقاً في محاربة جائحة فيروس كوفيد – 19 والذي نتج عنها قيام رؤساء الحكومات والشعوب باتخاذ إجراءات احترازية ووقائية تركت العديد من الناس يشعرون بأنهم فقدوا السيطرة على مجريات حياتهم وأسلوب عيشهم. إن هذا الشعور هو ذاته الذي تملك الآلاف من النساء في العراق أثناء فترة النزاع المسلح ضد تنظيم داعش، والذي استخدم فيه التنظيم الاعتداء والعنف الجنسي سلاحاً لإلحاق الضرر والتعذيب، فاختطفت الالاف من النساء اللاتي كن يبعن ويتعرضن للاعتداء الجنسي.

لنعمل معاً من أجل عالم تعيش فيه النساء والفتيات بحرية ومساواة، ولنناهض كراهية النساء وابتذالهن وجوانب عدم المساواة الخفية التي تؤدي إلى ترسيخ ثقافة افلات المجرم من العقاب، ولنقدم رعاية تركز على الناجيات والناجين لأن الجروح العميقة هي في واقع الأمر تلك التي لا تراها العين.

واليوم، جاءت جائحة كوفيد-19 لتذكرنا بالحاجة الملحة للتواصل والتأكيد على التزاماتنا لنصنع مستقبلاً خال من العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وأيها الأصدقاء، في حين أن هذا الفيروس قد حد من تحركاتنا وتفاعلنا الاجتماعي في جميع أنحاء العالم، فإنه لا ينبغي أن يؤثر على واجباتنا الاجتماعية تجاه أنفسنا وتجاه أولئك الذين يحتاجون إلينا.